رؤساء
الاحتراف انتحار..الأندية خارج القانون والخلاف بين الوزارة والفاف فضيحة
وصف، أمس، ضيوف ندوة “الشروق” حول الاحتراف بالجزائر بعد موسم من إطلاقه، بأنه انتحار وفاشل وغير كامل، بسبب المشاكل الكبيرة التي صادفت تحويله من الجانب النظري إلى التطبيقي، مؤكدين استحالة تطبيقه على أرض الواقع من دون المرافقة الفعلية للدولة، والتي بقيت لحد الساعة من دون تجسيد…
كما أجمعوا على أن قرار إطلاق المشروع الموسم الفارط كان متسرعا و”شعبويا”، مادام أنه مس 32 ناديا، بدل البداية باحتراف تدريجي ومدروس، سيما أن دفتر الشروط الخاص بهذا المشروع لا يتوافق بنسبة كبيرة جدا مع مشاريع الاحتراف التي تقدمت بها عدة أندية، قبلت ضمن الأندية المحترفة الأولى بالجزائر.
إلى ذلك، أكد المتدخلون خلال ندوة “الشروق”، على غرار رئيس جمعية الشلف عبد الكريم مدوار، رئيس شبيبة القبائل محند شريف حناشي، اللاعب الدولي السابق كمال قاسي سعيد، والصحفيين والناقدين الرياضيين يزيد وهيب وسعيد سلحاني، أن تعطل مشروع الاحتراف بالجزائر، مرده البيروقراطية الكبيرة المصاحبة لتطبيق الشط المتعلق بمرافقة الدولة للأندية، على غرار العشرة ملايير سنتيم، مراكز التكوين والقطع الأرضية المخصصة لتجسيد المشروع الأخير، مضيفين بأن الخلاف بين وزارة الشباب والرياضة والاتحاد الجزائري لكرة القدم، تسبب في تعطيل مشروع الاحتراف بشكل واضح، مشيرين إلى أن الفوضى حكمت الموسم الأول من الاحتراف بالجزائر، إلى درجة التأكيد على أن عدة أندية جزائرية تعمل خارج القانون حاليا تحت غطاء الاحتراف، لأنها لم تقدر على الاستجابة لشروطه والتأقلم مع معطياته، التي قالوا إن العديد منها لا تتوافق مع طبيعة الأندية الجزائرية.
من جهة أخرى، رفض ضيوف ندوة “الشروق” تلخيص تجربة الاحتراف في الجزائر في فريق اتحاد العاصمة، والأموال الكبيرة التي صرفها رئيسه علي حداد، خاصة هذا الموسم، مؤكدين أن استجابة الأخير لشرط من شروط المشروع الاحترافي، والمتمثل في الأموال، لا يعني أنه الفريق المحترف الوحيد بالجزائر، كما ذهب إليه العديد من المتتبعين ويعتقده الكثير من الأنصار، في حين قال مدوار إن المشاكل الفعلية للأندية الجزائرية، والتي عطلت مشروع الاحتراف فعليا، لا تصل مسامع المسؤولين الكبار، قائلا: “أدرك جيدا أن مشاكل الأندية الجزائري لا تصل إلى مستوى أعلى من المسؤولين المباشرين على كرة القدم والرياضة..”.
احتراف الأندية الجزائرية.. أو المباراة المستحيلة
إذا كان هناك سؤال يطرح نفسه في هذه المرحلة من تاريخ الكرة الجزائرية، فإنه سيكون بدون شك: هل دخلت الكرة الجزائرية عالم الاحتراف؟ وقبل ذلك: هل خرجت من كونها هواية؟ وبعد موسم واحد من التجربة الاحترافية، تبين للمهتمين بالشأن الكروي، أن لا شيء تغير، ولا ملامح تغيير إيجابي بدأت تلوح في الأفق.. فقد واصلت الأندية أكل الخبز الأسود، وما زال رؤسائها “يحترفون” التسول لدى فاعلي الخير، و ما زال العنف في الملاعب يفرض نفسه، وما زال أعداء الكرة من تجار أقدامٍ وآكلي عرق اللاعبين والمدربين يمارسون نشاطهم بلا حسيب ولا رقيب. والحقيقة أن الأندية الجزائرية التي جرت بها “الفيفا” في مستنقع الاحتراف، قد غرقت في متاهات كبيرة، فقد دخلت عالم الاحتراف، ولم تتخلص بعد من عادات وطبائع قديمة سيئة.
فلما تطرح قضية توفير الملاعب وتوقيت المباريات وحرمان الأندية من جمهورها، وضعف الحكام وشح الخزينة وغياب التكوين وطرد المدربين، حتى قبل بداية الموسم، فما الذي يبقى للإحتراف أو حتى الكرة!!؟
ومهما يكن من أمر، فإن الذي يحدث اليوم للأندية الجزائرية التي شبه لها أنها احترفت، صعب وخطير.. صعب لأنها أندية تعاني الفقر المدقع وبلا موارد مالية، ما دامت لا تملك التصرف في الملاعب ولا تبيع الفرجة ولا تجلب المستثمرين ولا تستفيد من الإشهار.. والأمر خطير، لأنه قد يقضي على الكثير من الأندية التي تاهت في مشروع رياضي غامض تبرأ منه حتى الذين جاءوا به.
وبدون شك أن معاناة الأندية الجزائرية بدون استثناء، ستتواصل وقد تتضاعف في ظل محيط اجتماعي واقتصادي، لا يتماشى مع الاحتراف الذي نادت به “الفيفا”، بل فرضته فرضا على الأندية التي تريد دخول المسابقات الدولية. والأكثر من ذلك أن الكرة الجزائرية انزلقت في أرضية غير صالحة، فما زالت الأندية تدفع بلا مقابل، وتلتهم الأموال بلا مشروع رياضي، وتخالف أبسط قوانين التسيير، من أجل الفوز بلقب بطولة قيمته خمسة ملايين دينار جزائري، أو لنقل أجر شهرين للاعب متواضع المستوى في أحد الأندية…
وبدون شك فإن الأندية الجزائرية ستبقى واقفة في طابور الاحتراف تنتظر دورها، وتترقب من يمنّ عليها من محسنين وممولين ومستثمرين، لن يأتوا أبدا ليرموا أموالهم في مشاريع عنوانها الفشل.
الاحتراف مجرد شعار طبق بطريقة ارتجالية
أجمع أغلب ضيوف الشروق أمس أن أول موسم للاحتراف لم يكن سوى شعار فقط ولم يطبق على أرض الواقع، لأن الأمور الحقيقية لم تتغير.
وأكد محند شريف حناشي رئيس شبيبة القبائل ان اتحاد العاصمة يعد الفريق الوحيد الذي دخل الاحتراف بصفة فعلية، لأن امكانياته المالية تسمح له بذلك، في الوقت الذي لازالت فيه بقية الأندية تتخبط في نفس المشاكل المالية.
وانتقد ذات المتحدث الطريقة المتسرعة التي طبق بها الاحتراف في الجزائر: “لم يمنحونا اي مهلة، لأنه من غير المعقول ان يطبق الاحترف في ظرف شهر فقط”.
وشدد حناشي على ضرورة مرافقة الدولة للاحتراف، لاسيما فيما يخص الدعم المالي، وكذا المساهمة في بناء مراكز التكوين التي تبقى أحد المتطلبات الأساسية للاحتراف الحقيقي.
وتأسف رئيس شبيبة القبائل للصيغة التي طبق بها الاحتراف في بلادنا، حيث تمكن منح 32 ناديا لقب فريق محترف، رغم ان اغلبها لا تتوفر حتى على ملعب، في الوقت الذي كان يجب ان تطبق هذه التجربة في البداية على عشرة اندية على أقصى تقدير، ثم تعمم تدريجيا على بقية الفرق.
وهي نفس الفكرة التي دافع عليها عبد الكريم مدوار رئيس نادي جمعية الشلف الذي أكد انه لم يفهم لحد الأن كيف تم تطبيق الاحتراف على 32 ناديا: “لا يعقل ان يتم وضع جميع الأندية في نفس المرتبة، لأن هناك اختلافا كبيرا بينها في الواقع، وغير معقول ان يكون دعم الدولة الذي يقدم للأندية التي تصرف 30 مليارا هو نفس الذي يقدم لفريق لا تتجاوز مصاريقه 3 ملايير فقط”.
وأوضح ذات المتحدث انه لم يكن ينتظر ان يتم تطبيق الاحتراف بهذه الطريقة العشوائية، خاصة وان الكثير من القرارات لاتزال حبيسة الأدراج بسبب البيروقراطية وهروب البعض من تحمل المسؤولية.
من جهته، اكد الاعلامي يزيد وهيب، ان الطريقة التي طبق بها الاحتراف في الجزائر هي انعكاس طبيعي لما يعيشه المجتمع، ذلك انه يستحيل تطبيق نظام احترافي في كرة القدم، في ظل الوضعية الاقتصادية الحالية التي لم تساير الاحتراف بمعناه الحقيقي.
واضاف انه لا يوجد ناد محترف بأتم معنى الكلمة في الجزائر بما في ذلك اتحاد العاصمة، لأنه لا يمكن اختصار الاحتراف بمفهومه الواسع في الأموال فقط.
وقدم سعيد سلحاني لمحة تاريخية عن الاحتراف في الجزائر عندما أكد انه طبق بطريقة جيدة عندما فرضت الدولة الإصلاح الرياضي، حيث استفادت كل الأندية من الشركات الاقتصادية، ولم يكن هناك شيء اسمه الأزمة المالية في الفرق، لأن الجميع كان يتلقى راتبه من تلك المؤسسات الاقتصادية.
ملاعب دون فرق وأندية أخرى تبحث عن مكان لاستقال منافسيها
ميادين التدريبات النقطة السوداء في الهياكل الرياضية بالجزائر
أثار موضوع المنشآت الرياضية الكثير من الجدل في الندوة التي أقيمت امس بمقر جريدة الشروق، لأن الأرقام تشير الى وجود الكثير من الملاعب، غير ان الواقع يقول ان جل الملاعب الجزائرية لا تستجيب للمقاييس العالمية.
وأكد كمال قاسي السعيد اللاعب الدولي الأسبق انه لا يمكن اختصار المنشآت الرياضية في الملاعب الرئيسية التي تقام عليها المباريات التي لا تستعملها الفرق سوى خلال اللقاءات.
وقال قاسي السعيد في هذا الخصوص: “الكثير يعتقد عند الحديث عن مشكل الملاعب ان ذلك مختصر في الأرضيات التي تقام عليها المباريات فقط، لأن الأهم هو الأماكن التي تتدرب فيها الفرق”.
واوضح ذات المتحدث ان بعض الأندية تتدرب لأسبوع كامل على أرضيات اصطناعية، ثم تلعب في نهاية الأسبوع على أرضيات طبيعية.
وكشف قاسي السعيد انه عندما كان يلعب في الدوري الفرنسي كان ناديه يملك ثلاث أرضيات لإجراء التدريبات، واحدة بالعشب الطبيعي والثانية بالعشب الاصطناعي وثالثة ترابية، وتتم التمرينات حسب نوعية الملعب الذي ستقام عليه مباراته القادمة.
يحدث هذا في الوقت الذي لم تجد فيه بعض الأندية حتى اين تتدرب، والأكثر من هذا تجد الكثير من الأندية تتدرب في وقت واحد على أرضية واحدة.
من جهته، تأسف حناشي عن افتاقد بعض المدن التي تمتلك ملاعب كبيرة لأندية كبيرة: “هناك الكثير من الملاعب الجيدة على غرار تلك الموجودة في تيارت او بلعباس، لكن للأسف هي غير مستغلة، في الوقت الذي تتصارع فيه بعض الأندية على الاستقبال في ملعب واحد”.
اما عبد الكريم مداور، فأكد ان الملاعب الجزائرية توجد في وضعيات مزرية، واعطى المثل بملعب الشلف الذي لم تجدد أرضية ميدانه الاصطناعية منذ 6 سنوات كاملة.
وأبدى يزيد وهيب اندهاشه من عدم بناء ملاعب جديد: “للأسف، لم ننجز الا ملعبا واحدا في العاصمة منذ الاستقلال وهو ملعب 5 جويلية رغم انه يستحيل مقارنة عدد الأندية التي كانت موجودة قبل الاستقلال وبعده، وكذا عدد اللاعبين.
الدولة شريك أساسي لضمان نجاح الاحتراف
اعترف أغلب المتدخلين على ضرورة مرافقة الدولة للأندية من اجل ضمان نجاح عملية تطبيق الاحتراف التي لاتزال في بدايتها، في الوقت الذي اقترح فيه البعض عودة المؤسسات العمومية الكبرى الى الساحة الكروية من خلال تدعيم الأندية من الناحية المالية مثلما كان عليه الحال في فترة إلاصلاح الرياضي، مثلما شدد عليه الاعلامي سعيد سلحاني الذي أكد اك ذلك ضروري من اجل اعادة الاستقرار للفرق الكروية في الجزائر.
وأكد مداور ان مرافقة الدولة للاحتراف شيء ضروري، مطالبا في ذات الوقت بالإسراع في تسريح قرارات منح الفرق للقطع الأرضية من اجل بناء مراكز التكوين.
وقال مداور في هذا الإطار: “يمكننا بناء على الأقل عشرة مراكز مثل سيدي موسى وليس مركز واحد، لأن ذلك سيساهم في تطوير الفرق الرياضية من خلال بعث التكوين في الفئات الصغرى من جديد”، واضاف في ذات السياق: “اتحدى كل من يقول ان الجزائر لا تملك الامكانيات المالية لتحقيق ذلك”.
من جهته، أوضح رئيس نادي شبيبة القبائل انه لم يفهم لحد الآن لماذا لم يتم تقديم الأموال الخاصة بالفئات الصغرى التي تكفلت بها الوزارة من قبل، لكنها لاتزال حبرا على ورق فقط.
مداخيل الفرق والاحتراف
الممولون، النقل التلفزيوني والدولة
اعترف رئيسا شبيبة القبائل وأولمبي الشلف أن كل الفرق باستثناء اتحاد العاصمة لا تملك مصادر تمويل ماعدا أموال الدولة، والممولين الذين يقدمون إعاناتهم للفرق قدر المستطاع، بالإضافة إلى ذلك تعتمد الفرق على مداخيل المباريات بالرغم من أنها زهيدة جدا، طالما أن الملاعب الجزائرية لم تعد تجلب أعدادا غفيرة حتى ولو تبرمج المباريات ليلا وفي متناول كل واحد الدخول.
كما تستند الفرق في مصادر تمويلها على صندوق الولاية، والبلدية، كما يضطر المسيرون من حين لآخر وضع أيديهم في جيوبهم من أجل مساعدة الفرق على تجاوز بعض المراحل الصعبة، كما يحتكر النقل التلفزيوني للمباريات حيزا هاما من مداخيل الأندية، علما و ن هذه الأخيرة تعد عاملا هاما جدا في عملية التمويل في الدول الأوروبية المحترفة.
كما اعترف الحضور أن الفرق غالبا ما تعتمد على دعم المؤسسات الكبرى كممول رئيسي مثل ما هو متعارف عليه في الجزائر.
كما أكد الثنائي حناشي ومدوار عدم وجود أي عملية تجارية تقوم بها الفرق تكون ضمن أهم مصادر التمويل، طالما أن مناخ الاحتراف غير موجود في الجزائر.
عقود اللاعبين في ظل الاحتراف
غياب الضوابط.. التخوف من الآخرين واللاعبون المرتزقة
أخذت النقطة المتعلقة بعقود اللاعبين في ظل الاحتراف حيزا هاما في منتدى الشروق، حيث تمحورت جل النقاشات حول مشكل المدة التي احتكرت، ومازالت تحتكر حيزا هاما من حديث الشارع عندنا، إذ يعتبر المتتبعون أن عهد الإمضاء مقابل موسم واحد يجب أن يزول، فاعتبر الزميل يزيد وهيب ذلك من الأمور غير المعقولة، طالما أن اللاعب في أوروبا يجد ويجتهد حتى يضمن عقدا يزيد عن الثلاث سنوات، لأن ذلك يضمن له مستقبله، كون الفرق مطالبة بأن تضمن له مستحقاته إلى آخر يوم من العقد،بينما عندنا ـ قال الزميل ـ إن اللاعب يتهرب من الإمضاء لمدة تزيد عن السنة، ليرد عليه اللاعب السابق، كمال قاسي سعيد، بقوله إن اللاعب عندنا لا يضمن شيئا مستقبلا، وحتى القوانين لم تعد تحميه، ففي حال الإمضاء لعدة مواسم، ينال مستحقات سنة أو سنتين، بينما البقية فلن ينال منها شيئا.
وأرجع رئيس الشلف سبب تعاقده مع بعض اللاعبين لمدة قصيرة، لتخوفه من ضياع اللاعب لفائدة الفريق المنافس، الذي غالبا ما يقبل بعقد لموسم واحد،
وأكد علي سلحاني أن مدة العقود لا يمكن تقييدها، طالما أن قوانين الفيفا تقر بإمكانية التعاقد لأي مدة يتم الاتفاق عليها بين الطرفين، وحتى لستة أشهر، وهو ما لم ينل رضا الرئيس القبائلي، محند شريف حناشي، الذي اقترح ضرورة وضع نظام تعامل في كل دولة، مثلما حدث في مسألة تحديد عدد اللاعبين الأفارقة في البطولة الوطنية.
التكوين في الاحتراف…
مفتاح النجاح الذي بقي مجرد شعار
خلص الحاضرون في منتدى الشروق، أن لا حل لبناء نظام احتراف حقيقي في الجزائر دون العودة للتكوين القاعدي، لأن هذا هو مفتاح كل نجاح، والكرة الجزائرية لم يكن لتصل إلى الحضيض، لو واصلت الاهتمام بالتكوين، مثلما كان الحال في السبعينات والثمانينات.
وقال رئيس الشلف إننا نسبح كلنا خارج التيار، ما لم نعد للتكوين، وننشئ حوالي ثمانية مراكز على شاكلة مركز سيدي موسى، وكلها تعمل في نفس الاتجاه، وتضع الدولة على ذمتها الإمكانات الضرورية، وستأتي النتائج لا محالة، وحرص المتحدث على التأكيد أن الدولة هي المعنية أولا بعملية تكوين الشبان، من خلال إنشاء مراكز بالبلديات والولايات، والاهتمام بالرياضة المدرسية وغيرها، والفرق بدورها تعمل على صقل المواهب ومساعدتها على بلوغ القمة.
و قال كمال قاسي سعيد، إن المنتخب الوطني الحالي ليس نتاجا للتكوين في الجزائر، عكس المنتخبات السابقة، وهذا غير معقول، واليوم حان الوقت لإعادة الاعتبار للاعب الذي تكوّن محليا.
وفي ذات السياق، ذهب الزميل يزيد بعيدا في طرحه، لما قال إن قوانين الفيفا لم تخدم المنتخبات، لما منحتها فرصة الاستفادة من اللاعبين مزدوجي الجنسية، بل خدمت الدول التي كونت هؤلاء اللاعبين، هي التي كان تعاني من فائض في الإنتاج، وقانون باهاماس فتح منافذ لهذه البلدان لتوزيع فائضها الإنتاجي، والحقيقة ـ قال المجتمعون ـ أن هذه النقطة تتطلب وحدها نقاشا موسعا وتتطلب التدقيق.
دعوا إلى تطبيق العقوبات الفردية
حرمان الأندية من جمهورها “يقتل” كرة القدم ..والجزائر تغرد خارج السرب
أعاب، أمس، ضيوف منتدى “الشروق” على الرابطة المحترفة، مواصلة الاعتماد على عقوبة اللعب بدون جمهور، والتي تبقى علامة مسجلة باسم الجزائر فقط، في ظل تجاوز أغلب الاتحادات الكروية لهذه العقوبة الردعية، لأنها سلبياتها أكثر من إيجابياتها، فضلا على أن الأندية الجزائرية تعد ضحية فقط، على حد تعبيرهم، خاصة أنها ليست معنية بتنظيم المباريات وحفظ الأمن بالملاعب، مشيرين إلى أنها تقتل كرة القدم، لأنها تفقدها أحد أهم عوامل نجاحها.
وقال مدوار بهذا الشأن: “الإصرار على الإبقاء على هذا الإجراء غير معقول.. كيف نعاقب ناديا وأنصاره بسبب تصرف فردي فقط، في غالب الأحيان..؟ في حين أننا لسنا معنيين بحفظ الأمن في الملاعب.. ندرك جيدا أن الأمن الوطني يقوم بدوره في كل الملاعب، لكني ضد هذه العقوبة وأفضل اللجوء إلى العقوبات الفردية، فإذا رمى شخص ما الألعاب النارية إلى الملعب، يجب معاقبته هو وليس الفريق وباقي الأنصار..”.
وفي سياق ذي صلة، قال المشاركون في ندوة “الشروق”: إن الجزائر تغرد خارج السرب بخصوص بعض قوانين الاتحاد الدولي لكرة القدم، في حين تشدد على الحرص على تطبيق وتنفيذ قوانين أخرى، معطين مثالا حول معاقبة اللاعبين بسبب الاحتجاج فقط، “عقوبة الاحتجاج موجودة في الجزائر فقط، هذا غير مقبول تماما، خاصة أن هذه العقوبة تخضع في غالب الأحيان لمجرد تقدير شخصي”. قال حناشي.
مدوار وحناشي انتقدا البرمجة الكارثية
لهذه الأسباب تخفق الأندية الجزائرية في الكؤوس الإفريقية
أرجع، أمس، عبد الكريم مدوار ومحند شريف حناشي، الإخفاق الكبير للشبيبة ومولودية الجزائر في كأس الكاف ورابطة الأبطال الإفريقية على التوالي، إلى البرمجة الكارثية للرابطة الوطنية، ونهاية الموسم الكروي المتأخرة جدا، حيث أسدل الستار على مشوار أول بطولة محترفة في الثامن جويلية الفارط، أي أسبوعا واحدا فقط قبل انطلاق دور المجموعتين لأغلى منافستين قاريتين، ما حرم اللاعبين والأندية من الراحة لتحضير هذه المنافسة في أحسن الظروف.
وقال مدوار بهذا الشأن: “لو كانت البطولة تنتهي في شهر ماي على غرار كل بطولات العالم، لكان لنا حديث آخر، لكن البطولة في الجزائر انتهت في شهر جويلية فقط، ولم يكن بوسع شبيبة القبائل ومولودية الجزائر التحضير لهذه المنافسة، خاصة أنهما أنهتا موسما ودخلتا موسما جديدا، وما ترتب عنه من مغادرة عدة لاعبين وطرح مشكل إجازات الكاف..”، وهو الأمر الذي وافقه عليه حناشي، الذي أكد أن فريقه تأثر كثيرا بهذا العامل.
إلى ذلك، دعا مدوار الفاف إلى السماح للأندية المشاركة في الكؤوس الإفريقية بجلب اللاعبين الأفارقة والاعتماد عليهم ضمان أحسن مشاركة، “الأندية الجزائرية بحاجة لتدعيم صفوفها باللاعبين الأفارقة، لأنهم أقل كلفة وأحسن مستوى من اللاعبين الجزائريين.. ونطالب بالترخيص لاستقدام على الأقل أربعة لاعبين، لأن إضافتهم ستكون كبيرة، حتى وإن اقتضى الأمر الترخيص باستعمال لاعبين فقط في البطولة الوطنية..” أكد رئيس الجمعية.
أجور اللاعبين خيالية وستتسبب في إفلاس الأندية
اشترك ضيوف ندوة الشروق التي خصصتها لواقع الاحتراف في كرة القدم الوطنية بعد موسم، في وجهة نظرهم فيما يخص الأجور الكبيرة التي تصرف على اللاعبين، والتي تتسبب في إصابة تلك الأندية بالعجز المالي وفقدان توازنها الاقتصادي، وبالتالي الإفلاس، مثل ما حدث للعديد من الفرق بعد موسم واحد فقط من الاحتراف، اعتبارا أن الأندية تملك ميزانية سنوية محددة عليها احترامها، ودفع الأجور المقدمة سيجعلها تدخل في أزمات مالية.
واعتبر رئيس جمعية الشلف، عبد الكريم مدوار، سبب رضوخ الأندية لدفع مقدم الأجور للاعبين إلى الضغط، الذي تمارسه عليهم بعض الأندية، التي تستخدم المزايدة. وللاحتفاظ بهذه الأسماء، فهم مجبرون على مخالفة القانون والدفع المسبق لرواتب سنة أو سنتين، وفقا لمدة العقد: “نحن مجبرون على الدفع المسبق لأجور اللاعبين، في بعض الأحيان نقدم لهم 80 بالمئة من رواتبهم مسبقا، وهو ما يخالف القوانين، لكننا ملزمون بالتصرف على هذا النحو، نظرا للضغط الذي تمارسه علينا بعض الفرق، التي تملك ميزانيات ضخمة، وهي مستعدة لدفع مبالغ ضخمة مقابل الحصول على هذه الأسماء، ويكرسون سياسة من يدفع أكثر.. كما نعاني من عدم الاستقرار في المداخيل، ما يدفع اللاعبين إلى طلب أجور متقدمة لحفظ حقوقهم، لكن هذا خطأ”.
وأرجع رئيس شبيبة القبائل الارتفاع الخيالي للأجور إلى سنوات الماضية، وقال: “ارتفاع الأجور ليس بالشيء الجديد، ونعيش ذلك منذ سنوات، وسببه بعض رؤساء أندية الشرق”.
واقترب الزميلان الإعلاميان، يزيد وهيب رئيس تحرير القسم الرياضي لجريدة الوطن، والصحفي السابق علي سلحاني، في وجهة نظرهما معتبرين، ذلك تجاوزا لقوانين الاحتراف التي ينبغي احترامها. وقال يزيد وهيب: “العقود واضحة ولا ينبغي على اللاعب أن يفرض منطقه ويتجاوز القوانين، لأن ذلك سيضر بمصلحة الفريق، وسيدخله في مصاعب مالية. إضافة إلى أنه ليس من المنطقي أن تدفع راتب ستة أشهر دون أن تتحصل على المقابل”.
يجب رفع أجور حصص الأندية من عائدات البث التلفزيوني
ما تزال مشكلة حقوق البث التلفزيوني محل جدل مابين رؤساء الأندية والرابطة المحترفة والتلفزيون، نظرا لأهمية عائداته على الفرق، في تغطية مصاريفها وتعويض خسائرها. وقال رئيس جمعية الشلف، عبد الكريم مدوار، إنه من الضروري الاجتماع وإنهاء مشكلة حقوق البث التلفزيوني، وصرح من خلال ندوة الشروق “يجب الإسراع في إنهاء هذه المسالة، نظرا لأهمية حقوق البث التلفزيوني في تغطية أعباء الأندية”.
وذهب رئيس شبيبة القبائل، محند شريف حناشي، إلى الحديث عن أهمية عائدات البث التلفزيوني في مساعدة الأندية ماديا، وطلب برفع حصة الفرق من حقوق، وقال: “يجب إعادة النظر في حصص الأندية من حقوق البث التلفزيوني، والجلوس على المائدة للتفاوض عن ذلك، هنالك بلد شقيق تستفيد فرقه من 5 أضعاف ما تتلقاه فرقنا من عائدات البث التلفزيوني، على غرار الفرق المغربية التي تجني 5 ملايير عن حقوق البث”.
وذهب الزميل يزيد وهيب إلى توضيح أهمية حقوق البث التلفزيوني في مساعدة الأندية ماديا، وأعطى أمثلة حية في ذلك عن الأندية الإنجليزية، التي تعوض إفلاسها من خلال مداخيل حقوق البث.. كما اعتبر مشكلة حقوق بث البطولة الوطنية المحترفة في ملعب الرابطة، التي يجب أن تمارس نوعا من الضغط على التلفزيون لرفع العائدات من حقوق البث، وقال “يجب على الرابطة الوطنية المحترفة أن تمارس نوعا من الضغط على التلفزيون لرفع حصة عائدات البث التلفزيوني.. الكرة في ملعب قرباج، عليه التفاوض بصرامة مع التلفزيون، المجبر على بث مباريات البطولة الوطنية، التي ينتظر المشاهد الجزائري متابعتها بانتظام على شاشة التلفزيون، وبالتالي من مصلحة التلفزيون الجلوس على مائدة المفاوضات، لأن الرابطة في موضع قوة، وإلا سيحرم المواطن الجزائري من متابعة البطولة”.
فتح رأسمال الشركات وبيع الأسهم
لا وجود لمن يقبل الاستثمار في مشاريع فاشلة
أجمع ضيوف الشروق، بأن من الصعب جدا، بل من المستحيل تحقيق نتائج إيجابية من خلال عملية طرح الأسهم، وفتح رأسمال الشركة، لأن أي شخص أو رجل أعمال لا يمكنه أن يستثمر في مشاريع يعلم مسبقا أنها لا تحقق له أرباحا، فمن هو هذا الشخص أو المؤسسة تساءل رئيس أولمبي الشلف عبد الكريم مدوار، الذي أو التي تقبل أن تصرف أموالا وهي لا تنتظر مقابل ذلك أموالا أخرى، بينما المالك الجديد لاتحاد العاصمة، علي حداد، فهو حالة شاذة حسب نفس المتحدث، الذي أكد أن هذا الشخص لم يدخل الاتحاد من أجل الأموال، فهو يعلم مسبقا أنه لن ينال شيئا من وراء ما يقوم به، ولو حقا يريد الربح، فمتى ستأتي هذه الأرباح، وأتحدى من يتحدث عن بيع الأسهم، وفتح رأس المال أن ينال مقابل ذلك ولو دينارا واحدا.
وراح المتحدث بعيدا في شرح النقطة، لما قال إنه يدفع من جيبه حوالي 30 بالمئة من مرتبات اللاعبين، مشيرا أنه لا وجود لأي فريق من الفرق 32 المحترفة، قام بعملية تجارية منذ بداية عهد الاحتراف الموسم الماضي، فكلها عاجزة، وأكثر من ذلك، فالاحتراف في الجزائر ـ قال الرجل الأول في الأولمبي ـ ليس سلعة تباع وتشترى وتحقق أرباحا آنية.
لا احتراف في الأنظمة الاقتصادية المغلقة
وذكر الزميل يزيد وهيب في نفس الإطار، أن الاحتراف في بلادنا اصطدم بنوعية الاقتصاد الجزائري المغلق في وجه بعض المبادرات، مثلما هو الحال في الدول الغربية، التي تقوم أنظمتها البنكية على أنماط أكثر حرية وليونة، تدفع المستثمرين للجري والتسابق من أجل شراء الأسهم، لذا لا يمكن أن ننتظر كثيرا من هذه الفكرة، لأن لا أحد من الجزائريين سيغامر ويطرق باب هذا الفريق أو ذاك، من أجل تقديم أمواله بالمجان، وكل المبادرات التي تحدث من حين لآخر، تكون في شكل مساعدات من قبل محبين وأصدقاء، وهو المعطى الذي دفع الزميل علي سلحاني لطرح فكرة إمكانية دخول الدولة بمؤسساتها الكبرى كمساهمة في المشروع من بدايته، قبل أن تنسحب تدريجيا، بعد أن يصل النادي إلى تجسيد مطالب الاحتراف الحقيقي